القراءة , الثروة التي لا تكلف شيئا لجمعها

الثلاثاء، 6 أكتوبر 2009

الواشيان : جمال خاشقجي و علي الموسى .

جريمةٌ أخلاقية في حق الأخلاق العامة و المهنية الصحفية , حينما يتحول كاتبان صحفيان , أحدهما يقف على هرم الصحافة و الآخر أستاذ جامعي , إلى واشيين خسيسين , يشيان بأهل العلم و الرأي و الأدب إلى ولاة الأمر و إلى المجتمع و أفراده و منظماته .

***

لم يكن الأمر تراشق بالأراء , و لا إختلاف , لم يكن هناك حوار أصلا , هل يجيد الوشاة الحوار , لا يجيدون شيئا غير نقل الكلام و تحميله فوق ما يحتمل عمدا لتحقيق مقاصدهم الخبيثة , و إغراق المجتمع في وحل من السجالات العقيمة التي تستنزف وقته و جهده فيما لا طائل منه , و آخر أهدافهم : أن ينبذ المجتمع من نُقل عنهما قوليهما بعد تحويره و إعادة تشكيله .

***
يتهم جمال خاشقجي الشيخ الشثري بإصدار فتوى تثير التشويش و الإضطراب في أيام الإحتفال بإفتتاح (كاوست) , و الحقيقة أن الشيخ لم يكن (يفتي) , في الوقت الذي يكن فيه السائل المتصل ( يستفتي ) ,و لا أثر للفتوى لا في نص و لا في السياق , كان الشيخ يستطرد في (رأيه) الذي كفلته له كل شريعة سماوية و حرية مدنية و مجتمع أخلاقي حضاري .
إن صيغة الإتهام و طريقته و آليته و ظرفه الزماني و المكاني , كل ذلك كان يدل على نية وشاية مبيتة , نقلها الخاشقجي إلى ولاة الأمر و إلى المجتمع , متقولا على الشيخ مالم يقله , ومستكثرا على الشيخ حق مكفول لبائع الخبز أن يمارسه و يتمتع به .
لا أدري في أي بيئة مهنية , فضلا عن الصحفية , يجيز لشخص , فضلا عن هرم الهيئة التحريرية , أن يصر على أن شخصا (قال) و (أراد ), بينما تحيل التسجيلات المرئية و الصوتية هذا الإتهام إلى هراء .
إنها شهوة (الوشاية) لدى خاشقجي , التي تحتاج إلى رداء يسربلها , أو إذا لزم الأمر , إلى (إحصان و تحصين) من نوع معين .

***

على النهج ذاته , يصر علي الموسى أن حديث المفكر الفقيه الأديب / سلمان العودة عن تجربته في السجن , في (نقطة تحول) , كان تحريضا على استمراء السجن , والسعي له واعتباره مرحلة , تحرق فيه النفس , لتنضج فيه التجربة و الخبرة و الفكر .

***
وحقيقة هذا الإصرار أنه إتهام , إتهام (مغفل) , إذ أن أبسط الناس حظا من العلم و التفكير , لا يلجأ إلى هذا الإتهام , إلا إذا نوى (الوشاية) , وتحريض ولاة الأمر أيضا و المجتمع بأفراده و منظماته على تجريد العودة من مكانته المهيبة في صدور متابعيه و محبيه , و عزله في خانة قصية ليقوم مقام الصـفر.
هل كان من المفترض على العودة - حسب تفكير الموسى- أن يذم السجن و قد استفاد منه , أو أن يدعي خلاف ما كان , و إذا كان العودة قد جمع الحجارة التي قُذف بها فبنى بها ما يرقى عليه إلى الأعلى , فهل عليه أن يقول أنه لم يفعل - حسب مفهوم الموسى- .

***
إن تصرف خاشقجي و الموسى تصرف بليد , يندر أن تراه إلا في مجالس النساء و الأراذل و سعاة البغض و التفرقة , إن الدين منهما إن كانا متدينين براء , و الليبرالية (بصورتها المزعومة لا المطبقة ) براء , و أخلاق الرجال و أرباب الفكر و القلم منهما براء , إنهما ومن شاكلهما مجرد عورتين , سوئتين , يستحقان الستر بشكل طاريء .

***

من المؤسف أن يتم إفساح المجال للوشاية كي يجري مفعولها , و من المؤسف أن يتم التعامل معها كرأي عام صائب .
السؤال هنا : لمن كانت مصلحة استقالة الشيخ / الشثري ؟.

هناك تعليق واحد:

  1. سعيده جدا بتواجدي في مدونتك وما اسعدني اكثر هو
    مقالتك الرائع التي حوت من الجرأة وقوه الطرح الكثير
    اشغل الناس بمسألة الاختلاط ونسو الاهم او بالاحرى
    تناسو الحجاب في كوست ( الحجاب غير الزامي)
    هنا المصيبه وهنا المشكله وليست في الاختلاط
    وللاسف وجهت اصابع الاتهام بالتخلف والاوطنيه الا من هم احرص الناس على رقي ورفعة هذه الامه من قبل من يجب علينا الحذر من افكارهم الغير مفهومه والمبهمه
    اشكرك مره اخرى
    حينما انتهي من اعداد مدونتي سيشرفوني زيارتك لها

    ردحذف

(مَا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيد)

يسعدني تعليقك