القراءة , الثروة التي لا تكلف شيئا لجمعها

الخميس، 29 أكتوبر 2009

يسألونك عن المطر؟







يسألونك عن المطر ؟
قل : هو حنو الغيم على أهل الأرض ..
قل: هو دنو الديمة ..وتواضع الماء ..
هو كل شيء منتَظر ..
فـانتظـر ...

***

يـسألونك عن المطر ؟
قل : هو زفاف السماء و الأرض ..
تزفهما زغاريد الرعود ..
قل : هو قُبلة السماء ... لثغور الأرض ..
قل : هو حضن الأرض يضم خصر السماء بلا مضض ..
قل : هو السماء (تلقح) السهول بمائها ... فتهتز مخضرة ... ويتبدد القحط و الرمض .
قل : هو غسيل القلاع .


***

يسألونك عن المطر ؟
قل : كل شيء جميلٍ .. فانتظر .


***

قل : هو ...
طُهر الورود ..
وماء يخفف لذعة خمر الزهور ...
هو ..
الخريف يغازل الأشجار ..
فترسل من أعطافها ...
(نكهة ) الأراك ... و شذا السدور ..


***

يسألونك عن المطر ؟
قل :
هروب الصبايا إلى الخيام ..
و إنفراج أسارير الكادحين ...
قل :
هو الماء يغسل وجل الأبرياء ...
فيصبحون أنقياء .. بلا شائبة .
هو كرم السماء ... بلا منة و لا غرض ,
قل هو :
وليمة السحاب للجياع .


***

يسألونك عن المطر ؟
قل : كل شيء جميلٍ .. فانتظر .
هو النجوم تغازل الوديان ...
تحدق في الأنهار .

***

يسألونك عن المطر ؟

قل : هو حبات الكريستال ترقص على قبور الأموات .

الثلاثاء، 6 أكتوبر 2009

كيف تكون مرحا ؟

صباحكم صباح شمعة باتت تجاهد النوم حتى الصباح , وحين الصباح نامت على النافذة بجوار الزهور .
***
التأنيب المفرط هو خلل نفسي يعاني منه البعض , واعترف أني من هذا (البعض ) الذي يعاني , والمشكلة أنه يأتي مباشرة بعد عدة تصرفات طبيعية جدا , وهو ما يجعل التحفظ أثناء الحديث سيد الموقف , التحفظ الشديد الذي يجعل الآخرين يتخذون إنطباعا عني بأني : حيي شديد الحياء (أو) متكبر شديد الكبر .
والحقيقة أني لا هذه ولا تلك , فلست أخجل من الحديث ولا أستحي من التواصل مع أحد , وفي المقابل لا يوجد لدي ولا فيّ ولا معي ما يدعوني للكبر .
كل مافي الأمر , هو التحفظ الشديد كي لا أقع في شراك التأنيب من جديد .
***
سبحان من خلق الكبار و الصغار , المتعلمين و وأنصاف المتعلمين و الأميين , الأغنياء و الفقراء ؛ فأعطى البعض مالم يعط أولئك , وأعطى أولئك مالم يعط البعض , فجعلهم متكاملين لا (كاملين) , حتى يستأنس بعضهم إلى بعض .
أعرف رجلا في منتصف العشرينيات لم تمتد به سنون الدراسة إلى أكثر من الصف الأول المتوسط , و مع ذلك إذا جلس في مجلس دنت منه الرقاب , ووهبت له الآذان , وانشرحت له النفس , وأصبح سيد المجلس تماما .
يخلط بين الإبتسامة و التقطيب , والضحكة و صيحة الغضب , بين القول اللين و النهر الشديد , لا يتردد عن قول شيء ومع ذلك لا يجرح أحدا بإسلوبه العفوي الماهر .
كما أعرف رجالا وهبهم الله المال / العلم / الجاه ... لكن إذا تحدث قلت بينك وبين نفسك (ما أحلاه ساكت) .
***
وبالتالي فإن مهارة الكلام و الحديث مع التأثير يملكها عادة المرحون , وليس شرطا أن يكون المرح كبيرا أو صغيرا , متعلما أو متواضع التعليم , غنيا أو فقيرا , قد يكون أي أحد ,
***
و مع هذه الحقيقة نخلص إلى السؤال التالي :
كيف تكون مرحا بدون أن تكون وقحا , كيف تخرج من المجلس وقد أسبغت على نفسك الرضى , و أزلت عنها إنطباعات الحياء و التكبر , التي قد تعلق في مخيلات البعض إلى الدوام ؟!

صباحكم صباح شمعة أخرى باتت تجاهد النوم حتى الصباح , وحين الصباح نامت على النافذة بجوار الزهور .

الواشيان : جمال خاشقجي و علي الموسى .

جريمةٌ أخلاقية في حق الأخلاق العامة و المهنية الصحفية , حينما يتحول كاتبان صحفيان , أحدهما يقف على هرم الصحافة و الآخر أستاذ جامعي , إلى واشيين خسيسين , يشيان بأهل العلم و الرأي و الأدب إلى ولاة الأمر و إلى المجتمع و أفراده و منظماته .

***

لم يكن الأمر تراشق بالأراء , و لا إختلاف , لم يكن هناك حوار أصلا , هل يجيد الوشاة الحوار , لا يجيدون شيئا غير نقل الكلام و تحميله فوق ما يحتمل عمدا لتحقيق مقاصدهم الخبيثة , و إغراق المجتمع في وحل من السجالات العقيمة التي تستنزف وقته و جهده فيما لا طائل منه , و آخر أهدافهم : أن ينبذ المجتمع من نُقل عنهما قوليهما بعد تحويره و إعادة تشكيله .

***
يتهم جمال خاشقجي الشيخ الشثري بإصدار فتوى تثير التشويش و الإضطراب في أيام الإحتفال بإفتتاح (كاوست) , و الحقيقة أن الشيخ لم يكن (يفتي) , في الوقت الذي يكن فيه السائل المتصل ( يستفتي ) ,و لا أثر للفتوى لا في نص و لا في السياق , كان الشيخ يستطرد في (رأيه) الذي كفلته له كل شريعة سماوية و حرية مدنية و مجتمع أخلاقي حضاري .
إن صيغة الإتهام و طريقته و آليته و ظرفه الزماني و المكاني , كل ذلك كان يدل على نية وشاية مبيتة , نقلها الخاشقجي إلى ولاة الأمر و إلى المجتمع , متقولا على الشيخ مالم يقله , ومستكثرا على الشيخ حق مكفول لبائع الخبز أن يمارسه و يتمتع به .
لا أدري في أي بيئة مهنية , فضلا عن الصحفية , يجيز لشخص , فضلا عن هرم الهيئة التحريرية , أن يصر على أن شخصا (قال) و (أراد ), بينما تحيل التسجيلات المرئية و الصوتية هذا الإتهام إلى هراء .
إنها شهوة (الوشاية) لدى خاشقجي , التي تحتاج إلى رداء يسربلها , أو إذا لزم الأمر , إلى (إحصان و تحصين) من نوع معين .

***

على النهج ذاته , يصر علي الموسى أن حديث المفكر الفقيه الأديب / سلمان العودة عن تجربته في السجن , في (نقطة تحول) , كان تحريضا على استمراء السجن , والسعي له واعتباره مرحلة , تحرق فيه النفس , لتنضج فيه التجربة و الخبرة و الفكر .

***
وحقيقة هذا الإصرار أنه إتهام , إتهام (مغفل) , إذ أن أبسط الناس حظا من العلم و التفكير , لا يلجأ إلى هذا الإتهام , إلا إذا نوى (الوشاية) , وتحريض ولاة الأمر أيضا و المجتمع بأفراده و منظماته على تجريد العودة من مكانته المهيبة في صدور متابعيه و محبيه , و عزله في خانة قصية ليقوم مقام الصـفر.
هل كان من المفترض على العودة - حسب تفكير الموسى- أن يذم السجن و قد استفاد منه , أو أن يدعي خلاف ما كان , و إذا كان العودة قد جمع الحجارة التي قُذف بها فبنى بها ما يرقى عليه إلى الأعلى , فهل عليه أن يقول أنه لم يفعل - حسب مفهوم الموسى- .

***
إن تصرف خاشقجي و الموسى تصرف بليد , يندر أن تراه إلا في مجالس النساء و الأراذل و سعاة البغض و التفرقة , إن الدين منهما إن كانا متدينين براء , و الليبرالية (بصورتها المزعومة لا المطبقة ) براء , و أخلاق الرجال و أرباب الفكر و القلم منهما براء , إنهما ومن شاكلهما مجرد عورتين , سوئتين , يستحقان الستر بشكل طاريء .

***

من المؤسف أن يتم إفساح المجال للوشاية كي يجري مفعولها , و من المؤسف أن يتم التعامل معها كرأي عام صائب .
السؤال هنا : لمن كانت مصلحة استقالة الشيخ / الشثري ؟.